master Admin
عدد المساهمات : 144 تاريخ التسجيل : 27/02/2014 العمر : 43 الموقع : الأمة الإسلامية
| موضوع: محنة خلق القرآن الثلاثاء 21 أكتوبر 2014, 4:06 am | |
| عرفها البعض بـمحنة خلق القرآن وهو فكر انتشر في عهد الخليفة المأمون من قبل المعتزلة تعتبر أن القرآن مخلوق وليس كلام الله عز وجل[بحاجة لمصدر]. اي إزالة التقديس عنه واعتباره كلاما قابلا للتاويل والتحديث والتفسير حسب مقتضيات العقل[بحاجة لمصدر]. واقتنع بهذا الرأي الخليفة المأمون وطالب بنشر هذا الفكر وعزل أي قاض لا يؤمن به. وهو ما لقي معارضة واستهجان كبير من بعض الائمة مثل الإمام أحمد بن حنبل والذي تحمل من اجل ذلك الكثير من التعذيب حتي قام الخليفة المتوكل بانهاء هذه المحنة وأفرج عنه.[1] وحاليا يؤمن بهذا الفكر مذهب الإباضية[2]تاريخ نشأتهكان ظهور المعتزلة تأسيسا لما أصبح يسمى بعلم الكلام الذي اختص بدراسة قضايا العقيدة, أما في الواقع فقد مثل المعتزلة بداية التفاعل مع السائد الديني-المعرفي والفكري في البلاد المفتوحة وبداية تعديل تفسير النص المقدس وفق أسس عقلية تحديدا. كانت مدرستا النقل في الحجاز والعقل في العراق في مقاربة القضايا الفقهية قد تمايزتا لتحددا المقاربتين الأبرز للنص المقدس. وهكذا إلى جانب القضايا السياسية الساخنة المتعلقة بقضية الإمامة وتبرير ظهور "الملك العضوض" (الحاكم المطلق) برزت قضية هامش ودور العقل في مقاربة النص المقدس وتفسيره. أراد المعتزلة أن يحلوا تناقضات النص المقدس بتأويل تلك النصوص بما يحقق انسجامها مع مقتضيات العقل فيم أقر الخطاب السلفي تلك النصوص كما هي خارج حدود وإمكانيات المقاربة البشرية معتبرا العقل البشري في وضع أضعف من مقاربتها أو القدرة على تفسيرها. من هذه المقدمة وصل المعتزلة إلى نفي صفات الذات الإلهية فأبطلوا أن تشاركه في القدم ومن هذا النفي كان اعتبارهم القرآن مخلوقا أي محدثا. ومن هنا بدأت المحنة، أو محنة خلق القرآن هو تتابع أحداث في التاريخ الإسلامي بداية من 218 هـ / 833م واستمرت قرابة خمسة عشر عاماً.الحدثسبب المحنة كان محاولة من الخليفة العباسي المأمون في عام 218 هـ / 833م لفرض آرائه الفلسفية حول عدة مواضيع. وكان يتلخص في سؤال واختبار أشخاصا بعينهم، فيما يرونه من وجهة نظرهم، حول ما إذا كان القرآن مخلوقا أم لا. كل الطوائف أجابت أن القرآن هو الكلمة التي لم تمسها شائبة منسوبة إلى الله العلي، بما يعنى أن القرآن كلام الله ولم يخلق. وكانت المسألة هل القرآن مخلوق؟ (هذا هو موقف ورأى المأمون), أم أن القرآن هو كلام الله. وكان هذا الجواب الأخير لايخلو من العواقب من قبل المحققين واتخذت ذرائع ضد من رفض الزعم بخلق القرآن، بما فيها الفصل من الوظيفة العمومية، والسجن، وحتى الجلد أيضا. واستمرت المحنة بعد وفاة المأمون وفى عهد خلفه المعتصم والواثق وانتهت عام 861م بوصول المتوكل.رأي المعتزلة في مسألة خلق القرآن الكريمتشكل مسألة خلق القرآن التي قال بها المعتزلة أخطر القضايا المثارة في الجدل اللاهوتي الذي شهده التاريخ الإسلامي في العصرين الأموي والعباسي. بل إن هذه القضية لا تزال تحتل موقعاً راهناً في السجال حول كيفية قراءة النص الديني. أتى قول المعتزلة بان القرآن مخلوق وليس أبدياً تطبيقاً عملياً لاعتماد العقل في تفسير الشريعة الإسلامية، واستندوا هنا أيضا على نصوص دينية لدعم حجتهم. في هذا المجال، انطلق المعتزلة من مسألة صفات الله، فبعد أن قرروا وحدة الذات الإلهية وصفاتها، وقرروا نفي الصفات الزائدة عن الذات، تحولوا إلى النظر في ما ورد من هذه الصفات داخل النصوص الدينية عبر إخضاعها إلى التأويل العقلي.اعتبر المعتزلة أن القرآن يحوي نصوصا متنوعة ومختلفة ومتعارضة أحيانا، ففيها من الأوامر والنواهي والوعد والوعيد والكلام التشريعي والكلام الإخباري والكلام الوضعي، كما يجمع بين المسائل الروحية والدنيوية في آن. إذا كان ليس جائزا تنسيب التناقض في القول إلى الله، يصبح من الضرورة إذا اللجوء إلى النظر العقلي لتفسير ما ورد في القرآن، مما ينزع عنه الأبدية أو عدم الاجتهاد في نصوصه، لأن "كلام الله محدث ومخلوق في محل، كما هو حرف وصوت كتب أمثاله في المصاحف حكايات عنه"، كما يشير المعتزلة إلى ذلك.. يذهب القاضي عبد الجبار أحد ابرز أركان المعتزلة في شرحه مبررات القول بخلق القرآن إلى القول: "إن القرآن كلام الله ووحيه، وهو مخلوق محدث، أنزله الله على نبيه ليكون علما ودالاً على نبوته، وجعله دلالة لنا على الأحكام لنرجع إليه في الحلال والحرام، واستوجب منا بذلك الحمد والشكر والتحميد والتقديس... القرآن يتقدم بعضه على بعض، وما هذا سبيله لا يجوز أن يكون قديماً، إذ القديم هو ما لا يتقدمه غيره... وآخر، ونصف وربع، وسدس وسبع، وما يكون بهذا الوصف، كيف يجوز أن يكون قديما؟".لم يكتف المعتزلة يتجاوز المألوف في الجدل اللاهوتي بقولهم بخلق القرآن، بل تجاوزوا ذلك إلى نفي صفة الإعجاز عنه، وهو ما نظر إليه بوصفه مساّ بمقدسات أجمع عليها المسلمون، وكانت مصدر فخرهم وتميزهم بأنّ كتابهم العظيم يستحيل الإتيان به من حيث النظم والبلاغة والفصاحة. في هذا المجال، كما في خلق القرآن، كان المعتزلة منطقيّين مع أنفسهم وأمناء لمنهجهم العقلاني في النظر إلى الأمور وعلى الأخصّ منها النص الديني، برفض كل ما لا يقبله العقل مهما أهدلت عليه صفات القدسية. شكلت قضية خلق القرآن عند المعتزلة جوهر نظريتهم في اللاهوت الإسلامي وفي الجدال الذي انخرطوا فيه أو فرض عليهم. لم يختلفوا عن اخصامهم في اعتماد تكفير من خالفهم الرأي في هذا المجال، وستتخذ هذه المسألة حجماً كبيراً عندما ستفرض عقيدة على الدولة الإسلامية في عهد الخليفة المأمون. لكن المعتزلة ستؤسس في قضية خلق القرآن لوجهة "ثورية"، إذا أردنا استخدام مصطلحات حديثة، في قراءة النص الديني الإسلامي، تشكل اليوم محورا مركزيا في الصراع السياسي على الإسلام وعلى كيفية توظيفه بما يخدم التقدم والتطور أو بما يكرس التخلف والتطرف والإرهاب. تسود اليوم وجهتا نظر مركزيتين في قراءة النص الديني، واحدة ترى فيه نصاً صالحاً لكل زمان ومكان ولا يجوز الاجتهاد فيه، وأخرى ترى فيه نصاً تاريخياً له زمان هو تاريخ الدعوة الإسلامية، كما له مكان هو الجزيرة العربية، وإن قراءته يجب أن تعتمد زمان نزول آياته ومكانه وسبب هذا النزول والحاجة التي أتت لتلبيتها، وهي قراءة ترفض التسليم بالمعنى الحرفي الظاهري للآيات. ليست الخلافات شكلية بمقدار ما يترتب عليها من ممارسات خطيرة.رأي الإباضية في مسألة خلق القرآن الكريمعندما وصلت أخبار الفتنة إلى الإباضية في عُمان والمغرب حينئذ, دارت النقاشات فيها وبما أنهم لم يشتركوا في تلك الفتن ولم يقعوا تحت العواطف. فكان بحثهم في القضية موضوعيا, لأنهم انطلقوا من قاعدة الحجة والدليل, وليس من باب التكفير والإكراه والضغائن والأحقاد. وهم أيضا اختلفوا فيها ولهم فيها رأيان معتمدان في المذهب، والإختلاف ناتج عن معنى كلمة القرآن. هل هو علم الله وكلامه الذاتي أم هو المصحف. فمنهم من قال بأن القرآن مخلوق، ومنهم من قال بأنه غير مخلوق ولكن لم يكفر أحد منهم الآخر كما حصل في العراق. فعلماء الإباضية في المغرب وقتئذ, اتفقوا على أن القرآن مخلوق, أما في عُمان فقد اختلف العلماء في خلق القرآن ذلك الوقت في بداية الأمر وخصوصا بين محمد بن محبوب بن الرحيل وبين محمد بن هاشم واستمر النقاش فيها فترة من الزمن وعندما خافوا الفتنة والانشقاق, اجتمعوا في مدينة دما (السيب حاليا) واتفقوا على الإكتفاء بما كان عليه السلف, وهو الكف عن التصريح بخلق القرآن أو عدمه[3].الغموض وراء المحنةوقد عدت المحنة حدثًا محيرًا في التاريخ الإسلامي، وبخاصة أنها بدأت في العهد, الذي أعتبر، وكان ذو سمعة انفتاحية للعقل، وطغيان العقلانية, عهد الخليفة المأمون. وإن كان من المعتقد على نطاق واسع إلى ان المأمون بادر بإبراز هذا الأمر تحت تأثير شديد الارتباط بالمعتزلة. إن دراسة متأنية للأحداث التاريخية, تساعد في تكشف أكثر الدوافع تعقيدا وراء الحدث. لخص بعض الباحثين دوافع المأمون للمحنة إلى أن المحنة كانت في الغالب محاولة من المأمون لتأمين كامل السيطرة من جانب الخلافة فوق المؤسسة الدينية كما فعلت بسيطرتها على السلطة العلمانية، وتلك هي النقاط الرئيسية لتلافى تأكيد أثر المعتزلة:1. إن المذهب القائل بخلق القرآن ليس على سبيل الحصر معتزلياً. إن الشيعة على العموم يعتنقونه. أيضا فإن الجهمية اعتقدوا به إضافة إلى أنهم بالتالي لجأوا إلى الدفاع عن حقوق المعتزلة الحرة، وكان ذلك على طرفي نقيض.2. شملت محكمة المأمون بعضا من المعتزلة ولكن أيضا بعضا من المناوئين لهم والمفكرين والبحاث مثل بشر المريسي، وهو جهمي. ولم يكن أيا من المعتزلة يشارك بصورة مباشرة في الاستجواب عدا أحمد بن أبي داوود الذي حسب مصادر المعتزلة لم يظهر كونه مساهما في النظام المذهبي لمدرسة المعتزلة.3. شملت محكمة المأمون علماء عدوا من "أهل السنة والجماعة" وهو اصطلاح يستخدم للتعريف بالمسلمين ذوي المعتقد التراثي وفيما بعد فإن عالما من أهل السنة والجماعة أمثال يحيى بن أختم الذي حث المأمون بالعدول عن إجازة زواج المتعة وعن لعن الخليفة معاوية، مؤسس الدولة الأموية، على المنابر سوا الأعمال التي ترتبط بقوة بالشيعة. ويروى أن يحيى بن أختم قد أقنع المأمون عن طريق التأكيد على أنه بوصفه خليفة، ينبغي أن يكون فوق المذاهب والمدارس.4. أظهر المأمون نفسه, أنه في حال وضعت الدلائل التاريخية في الاعتبار, ليكون انتقائياً في معتقداته. فإن بعض المعتزلة قد اتهموه بالإعتقاد في القدر المحتم غير المشروط. وهى حجة من التي يقول بها الجهمية[4].5. مثل أعضاء مختلف المدارس, فإن علماء المعتزلة قد انقسموا إلى فريقين: فريق مساهم في النظام السياسي (للمساعدة في الإصلاح أو الحد من الشرور، ناهيك عن المصالح الشخصية)، وفريق قائم على رفض الظلم ورفض اضفاء الشرعية على النظام السياسي الفاسد.[5] ويدعو فريق فرعي ضمن المجموعة الأخيرة "المعتزلة الصوفية" الذين "رفضوا ليس فقط الدولة كحكومة مركزية، ولكن أيضا رفضوا العالم بما تعنيه, التجارة أو أى نوع من النشاط المدر للمال والربح."6. في رسائله إلى والي بغداد من أجل الشروع في أمر المحنة، عمد المأمون مقدما نفسه بوصفه ممثل الله على الأرض، ورثة نبي الإسلام, والقيم والحارس للمعتقد الإسلامي. هذا لا يعني أن المأمون قد اعتبر نفسه حائزا على السلطة التشريعية التي تحل محل المصادر الروحية الإسلامية.[6] وذكر أنه لا يوجد أي سجل أو تقرير يشبر إلى أن المأمون وضع نفسه فوق القرآن، وجميع الآيات القرآنية التي إستشهد بها في أمر المحنة كان قد فسرها بمنطق غريب مع التزامه بالنص. بالإضافة إلى أنه, ليس بالضرورة ان يكون المأمون قد أراد أمرا سيكون وحده الذي يحدد العقيدة الإسلامية الصحيحة.[7] وتقول بأن المأمون كان يفكر في طبقة النخبة من العلماء والمفكرين، وبرئاسته، لتحديد المعتقدات الإسلامية.النقاط المذكورة أعلاه مجتمعة تثبت أن المعتزلة لم يكونوا هم المهيمنين خلال المحنة[من صاحب هذا الرأي؟]، كما هي عقيدة الدولة الرسمية. فإذا كانت المحنة لدى المأمون تعبر عن محاولتة لإثبات سيطرته على السلطة الدينية والقانونية على المدى الفقهي والثقافي، وخاصة التحدي لدى الظرف التقليدية والتقليديين.المراتب الدينية والسياسية في الإسلام التقليديومن المهم أن نلاحظ أنه في الإسلام، كان من الأفراد العاديين وليس الخلافة الذي اضطلع بمهمة تطوير مختلف العلوم الإسلامية بما في ذلك القانون. وهذا هو، في القانون، على عكس ما يحدث في الدول القومية الحديثة، وليس حكراً على الدولة. في الواقع، فقهاء وضعت في المعارضة واعية لهذه الدولة (على سبيل المثال، وجاكسون، 2002). في وقت مبكر من يوم، كان هناك النظام الديني في الإسلام الذي كان متميزاً عن النظام السياسي. شبه حكم ذاتي للعلماء أسفرت عن ظاهرة مثيرة للاهتمام لظهور مختلفة، وبشأن بعض القضايا، على طرفي نقيض مدارس الفقه -- وكلها تعتبر صحيحة شرعاً وأصيلة. في المحنة، في هذا السياق، يعبر عن الخليفة الإحباط مع ثقافة قوية وذات نفوذ معنوي. واستمر حوالى خمس عشرة سنة، وبعد ذلك المجالات للسلطة في كل من الأوامر الدينية والسياسية أصبحت أكثر معرفة تعريفا جيدا. هذا لا يعني أن المواجهة كانت السمة المميزة للعلاقة بين كل من أوامر. العلاقة كانت أكثر دقة والمشاركة وليس المواجهة فحسب، بل أيضا التعاون. بصفة عامة، والنظام الديني وقفت حاجزا بين النظام السياسي والناس العاديين. | |
|